كيف تواجهين صعوبات نقل طفلك إلى مدرسة جديدة؟

كيف تواجهين صعوبات نقل طفلك إلى مدرسة جديدة؟

كيف تواجهين صعوبات نقل طفلك إلى مدرسة جديدة؟

بيروت- تغيير المدرسة يعدّ من الأمور الصعبة على الطفل، فالانتقال إلى مدرسة جديدة بمنزلة نقلة كبيرة إلى مكان فيه أطفال آخرون ومدرّسون جدد وجو مغاير، وباختصار يؤدي التغيير إلى الابتعاد عن الصداقات القديمة والأجواء المعتادة.

كل هذه الأمور لها تأثيرات نفسية في حياة الطفل، ومن الضروري للأهل معرفة كيفية التعامل في هذه المواقف والمساعدة في التكيف مع المدرسة الجديدة، فكيف يمكن حل هذه المشكلة وتجنيب الطفل المعاناة؟

غضبت من أهلي

يقول الطفل علي نعيم حسين (7 أعوام) "لم أرغب في تغيير مدرستي، أردت البقاء مع أصدقائي؛ شعرت بالقلق لدرجة أني عزلت نفسي، وامتنعت عن الأكل ولم أعد أرغب بمتابعة الدراسة، وغضبت كثيرًا من أهلي لأنهم السبب الرئيسي في هذا التغيير".

ويكمل علي بحزن "لكن مع مرور الأيام بسلاسة في المدرسة الجديدة، بدأ شعور الخوف بالتلاشي والارتباك لم يعد موجودًا، وبدأت بتكوين صداقات جديدة بعيدًا عن التنمر واستعدت شغفي بالدراسة، وكان أهلي بجانبي وصبروا معي واستمعوا لي، فأصبح المكان الجديد محببًا إلي في وقت أسرع".

تحلّي بالصبر

أما الأم الشابة كاترينا والدة علي، فتشير إلى أن تغيير المدرسة ليس بالأمر السهل على ابنها، ولكن بتقديم المساعدة منها وزوجها والتحدث إلى المعلمات لإشراكه مع الطلاب الجدد في أنشطة مختلفة؛ "بدأ يشعر ببداية جديدة فيها تفاؤل ومتعة، لذلك تحلّيت بالصبر كي لا يشعر باليأس وليتمكن من الاندماج بالبيئة الجديدة، ومن مصادقة أقرانه الجدد ولا يكون متوترا، كما يمكنه إيجاد اهتمامات مشتركة بينه وبين الأطفال الآخرين والتصرف بلطف".

أسباب تغيير المدرسة

تقول المرشدة التربوية كارمن فريج إنها في بداية كل فصل تلاحظ أن الطلبة المستجدين على اختلاف مراحلهم العمرية يجدون صعوبات متفاوتة في التأقلم مع أجواء المدرسة، وهذه المرحلة تحتاج إلى وعي كبير من الأهل من أجل تخطيها بسلام ومن دون مشاكل تذكر.

وتبيّن فريج أن هناك أسبابا كثيرة تدفع أولياء الأمور إلى تغيير مدرسة أبنائهم، منها تغييرات المستوى المعيشي، أو الانتقال من منطقة إلى أخرى، أو انفصال الأبوين، وذلك يعني أن الأسباب جميعها تكون جذرية في حياة الطالب وأثرها كبير على حياته، ومع تغير المدرسة تتعقد الأمور أكثر لأنه يتخلى عن كل عاداته ومدرّسيه وأصدقائه، ويبدأ رحلة التعرف على وسط جديد.

وتنصح فريج الأهالي بأن يقفوا بجانب أبنائهم في هذه المرحلة وأن يستوعبوا مشاعرهم، فلا يجب أن يتوقع الأهالي تقبل أبنائهم الأطفال والمراهقين هذه التغيرات وسيرها بسلام مباشرة، فالتغيير مهما كان نوعه يسبب إحساسا بالضغط والقلق، خاصة للطفل الصغير الذي يسهل عليه الإحساس بعدم الأمان ليتطور لاحقا إلى حالة اكتئاب وانطواء على النفس.

تعاون الأهل والمدرسة والطالب

وهذه المشكلة يمكن تجاوزها بسهولة ومن دون ترك أي أثر سلبي في حياة الطالب، إن تم التعاون بين الأهل والمدرسة والطالب، من خلال الاستماع له، ولا ضير أن يلتقي بمدرّسيه وبأصدقائه في أقرب وقت، فذلك يجعل الأمر أكثر أمانا له ولا يشعر بالغربة والضعف من هذا التغيير، حسب المرشدة فريج.

كما يجب التحدث مع الطفل باستمرار وجعله يعبّر عن مشاعره حتى لا يتحول الأمر عنده إلى الاكتئاب، وتقول فريج "أهم ما يمكن أن يقدمه الأهل لأبنائهم في هذه المواقف الصبر الشديد والاستماع لهم".

وتضيف أن انتقال الطفل إلى بيئة جديدة يؤثر سلبا في البداية عليه، ولا يمكن تغيير هذا المسار إلا بوعي الأهل والمدرسة الجديدة بكادرها، فتأقلم الطفل في بيئة جديدة ليس بالأمر السهل، لذا يجب الصبر والاستيعاب والمتابعة.

علامات عدم تأقلم الطالب

وتوضح أن هنالك علامات تشير إلى أن الطالب يواجه مشكلة في التأقلم مع البيئة المدرسية الجديدة، كأن يلاحظ الأهل أن الأبناء يشعرون بالقلق غير المبرر وتغير نظام الأكل، أو أن يحلموا بالكوابيس أو يصيبهم التبول ليلا، وكذلك قد يميلون إلى العدوانية وتكثر شكاوى المدرسة من سلوكهم العنيف.

ورغم أن الحل ليس صعبا فإن فريج تشدد على الصبر والاستيعاب لتجاوز الأمر، وتؤكد أن عدم التعامل مع هذه السلوكات بالصبر والاستيعاب يعقد الأمر ويفضي إلى مشكلة نفسية حقيقية تحتاج إلى علاج سلوكي.

وتنبّه أن بعض الطلبة يميلون إلى العنف عند تغيير البيئة ويصبحون متنمرين، وهو الأمر الذي يصعّب عليهم تكوين صداقات في البيئة الجديدة، لذا على الأهل الاهتمام بهذه النقاط ومعالجتها حتى لا تتطور.

زيارة المدرسة الجديدة

أما الاختصاصية النفسية مارينا كسرواني فترى أن "على الأم أن تستعد لمواجهة الضغط النفسي والعصبي المحتمل جراء نقل الطفل إلى مدرسة جديدة، فهناك الطفل الذي يحتج بصراحة على فكرة ذهابه إلى مدرسة جديدة، وهناك من يحتج بأسلوب خفي غير صريح، من خلال الشكاوى المستمرة عن شعوره بآلام وهمية، أو تصرفاته العدوانية حيال الأطفال الآخرين".

وتقدم الاختصاصية النفسية بعض النصائح الفعالة التي ترشد الأم لطريقة التعامل الصحيحة مع طفلها بعد نقله إلى مدرسة جديدة، ومنها:

  • على الأم قبل تغيير مدرسة طفلها القديمة أن تقوم معه بزيارة المدرسة الجديدة، حتى تتيح له فرصة رؤية بيئته الجديدة، ولكي تنبّه الطفل إلى التغيير الذي أوشك أن يطرأ على حياته، مع التركيز على النواحي الإيجابية للمدرسة الجديدة، كأن يكون ملعبها مثلا أكبر من ملعب مدرسته القديمة، أو فيها مزيد من الأطفال بمثل عمره.
  • كذلك على الأم اصطحابه في جولة للتعرف على مرافق المدرسة قبل بداية الدراسة، حتى يتعرف على مكان الفصول والمكتبة وغيرها، فالتعرف على المكان سيؤدي إلى تعزيز الثقة بالنفس والألفة، وهذا بدوره يعمل على تقليل التوتر الذي يشعر به الطفل.
  • من الطبيعي أن يشتكي الطفل ويتذمر ويبدي استياءه من المدرسة الجديدة في الفترة الأولى من الدراسة، وعلى الأم الاستماع لطفلها جيدا، وأن تظهر له تعاطفها واهتمامها بمشاعره.
  • إن كان هناك بعض التغيير فعلى الأم محاولة تعليم الطفل ما فاته من مهارات حتى يستطيع المواصلة مع المناهج الجديدة، والمشاركة والمنافسة الإيجابية في الفصل.

المصدر الجزيرة


 

 

آخر مقالات سفراء أطفال