ماذا تفعلين إذا كنت لا تحبين صديق طفلك؟
من الممكن أن يؤدي منع الصداقة إلى جعل هذا الصديق يبدو أكثر جاذبية
لطفلك.
إذا كانت لديك تحفظات على صديق طفلك، هناك احتمال قوي أن مشاعرك تأتي
من غريزة أمومة حدسية بأن الصديق المعني ليس له تأثير جيد على ابنك بطريقة أو
بأخرى.
قد تراوح مشاعرك بين تحفظ خفيف إلى كراهية شديدة، ربما تجدين هذه
الصديقة مزعجة لأنها صاخبة أو مدمرة أو لأن لسانها سليط، ربما لا تحبين والديها أو
حقيقة أنها لم تتعلم قط أن تقول "من فضلك" أو "شكرا لك" أو أن
تقوم بتنظيف ما لوثته.
ربما يكون هذا الصديق لئيما أحيانا مع طفلك، وأنت تحملين ضغينة ضده
على الرغم من تجاوز ابنك هذا الصراع.
تشرح نيكول بوركينز، الحاصلة على الدكتوراه والطبيبة النفسية، لموقع
"فيري فاميلي" (Verywellfamily)،
فتقول "قد تكون قلقا بشأن كيفية تأثير سلوك الصديق على طفلك. خلال سنوات
الدراسة، يمكن أن تكون هذه السلوكات متعلقة بالافتقار الملحوظ إلى الأخلاق، لكنها
تصبح شيئا يجعلك غير مرتاح وقلقا عندما يبدأ طفلك التقليد".
بدافع الاهتمام بطفلك، أو ربما لمجرد أنك لا تريدين هذا الطفل، قد
ترغبين في منع طفلك من قضاء الوقت مع الصديق غير المفضل لديك، ولكن وفقا لموقع
"سيكولوجي توداي" (Psychologytoday)،
فإنه يفضل عدم القيام بذلك لأسباب أهمها:
تقدم إيلين كينيدي مور، الحاصلة على دكتوراه والطبيبة النفسية، في
مقالها على سيكولوجي توداي، بعض الخيارات الأخرى لكيفية التصرف عندما لا تحبين
صديق طفلك.
الاعتراف بعدم حبك لصديق طفلك سيجعل الطفل المتمرد أو المراهق يسير في
الاتجاه المعاكس ومن غير المحتمل أن يتوقفا عن أن يكونا صديقين، وبدلا من ذلك
سيتعين عليهما التعامل مع الموقف غير المريح لمحاولة الفصل بينكما، أو مراقبة ردود
فعلك بشيء من الحذر عندما تكونين معهما في المكان نفسه.
إذا تعرفت على الطفل الآخر بشكل أفضل، فقد تتمكنين من اكتشاف ما يجده
طفلك جذابا في هذا الصديق. يتمتع معظم الناس ببعض الصفات المحببة وقد يساعدك
اكتشافها على وضع مخاوفك في نصابها.
تعرفي على مزيد عن العلاقة من دون إصدار حكم. ويمكن للوالدين طرح
أسئلة مثل "أخبرني عن صديقك. ما الذي يعجبك فيه؟ ما الذي تستمتعان بفعله
معا؟"، فقد يتعلم الآباء شيئا يغير رأيهم بشأن الصديق أثناء فتح خطوط الاتصال.
إذا لاحظت شيئا يثير قلقك، أو تعتقدين أن طفلك ليس على دراية به أنه
مشكلة، اطرحي أسئلة عن هذا السلوك. قد تقولين "كيف شعرت عندما قال لك فلان
هذا في وقت سابق؟ هل غالبا ما يغضبون هكذا؟"، أو "يبدو أن فلان يتصل بك
فقط عندما يحتاج إلى شيء منك"، أو "غالبا ما تبدو حزينا بعد رؤية فلان،
ماذا حدث؟".
بعد مشاركة هذه الملاحظات، امنحي طفلك فرصة للتعبير عن وجهة نظره
أيضا، وأشركيه في حل المشكلة.
كوني حذرة بخصوص افتراض أن أي سلوك سيئ هو خطأ الطفل الآخر فقط؛ فربما
كان طفلك مشاركا أو راغبا أو حريصا أو شجع صديقه على القيام بذلك. كل الأطفال
يخطئون في بعض الأحيان، ومن المحتمل ألا يكون الطفل الآخر شيطانا كاملا ولا أن
يكون طفلك ملاكا مثاليا.
لا يتعين عليك بالضرورة أن تحبي كل شخص يختاره طفلك لتكوين صداقة،
ولكن إذا كنت قلقة من أمر ما، استقبليه في منزلك فمن ناحية ستدعمين طفلك اجتماعيا،
فضلا عن أنه يمكنك مراقبة الأشياء إذا كانت لديك مخاوف بشأن سلوك الصديق، ومن ثم
اتخاذ رد الفعل المناسب.
إذا كان هناك شيء يفعله الطفل الآخر ويزعجك، يفضل أن تشرحي القواعد
الخاصة بك، لأن العائلات المختلفة لديها طرائق مختلفة للقيام بالأشياء، وليس من
العدل أن تغضبي من طفل لفشله في احترام قواعدك خصوصا أنك لم تقومي بتوضيحها منذ
البداية.
يمكنك القول على سبيل المثال "في عائلتنا، نخلع أحذيتنا عند
الباب"، "نأكل فقط في المطبخ"، "من فضلك، اسأل قبل إخراج شيء
من الثلاجة"، أو "غرفة نومي مغلقة وهي خارج حدود اللعب".
وتوصي جوان مكفادين الكاتبة في صحيفة "الغارديان"
(Guardian) ببعض الخطوات الأخرى التي ينبغي لك القيام بها حينما تتأكدين من عدم
حبك لصديق طفلك.
ضعي في اعتبارك أيضا أن الأطفال يكبرون ويتغيرون باستمرار، لذا فإن
التصرفات التي كانت تزعجك من قبل قد تتلاشى مع نضوج الصديق.
لذلك لا تستهلكي كثيرا من الوقت لتغيير الموقف في حين أنه من الممكن
ألا يبقوا في المدرسة نفسها في غضون سنوات قليلة.
حددي بالضبط ما لا يعجبك في صديق ابنك. هل من الممكن أن تحكمي عليه
ظلما لشيء لا يؤثر على طفلك مثل عدم تفضيلك لتصرفات والديه على سبيل المثال؟ حاولي
التثبت من أنك لا تسقطين تحيزاتك الشخصية أو أحكامك بشكل غير عادل على الطفل.
إذا كانوا صغارا العبي معهم، وإذا كانوا مراهقين تناولي وجبة لذيذة
معهم. سوف تتعرفين عليهم بشكل أفضل وتبنين علاقة بطريقة أو بأخرى، وسيساعدك هذا
على إدراك ما إذا كان كرهك أمرا غير منطقي أو إذا كان هناك سبب حقيقي للقلق.
إذا كان صديق ابنك يتصرف تصرفات خطرة أو غير آمنة، عليك التدخل فورا
بوضع حدود صارمة مع طفلك حول قضاء الوقت مع هذا الصديق. قد تراوح الحدود بين القول
إن الطفل يمكنه القدوم إلى منزلنا، لكن لا يمكنك الذهاب إلى منزلهم، وفي بعض
المواقف قد تحتاجين إلى قول "لا" على الإطلاق لأي فرصة تواصل بينهما.
المصدر : مواقع إلكترونية
19/01/2023 12:34
19/01/2023 12:32
19/01/2023 12:31
19/01/2023 12:28
19/01/2023 12:27
19/01/2023 12:27
19/01/2023 12:26
19/01/2023 12:25
19/01/2023 12:23
19/01/2023 12:22
19/01/2023 12:21