أولادكم ولغة القرآن
اللغة وسيلة البيان، ولغة
العرب هي لغة الإسلام، وعلى هذا يجب أن تكون اللغة الأولى لكل المسلمين أينما
كانوا، وذلك لاحتياجهم الدائم المتواصل لأداء شعائر العبادة كالصلاة والحج وتلاوة
القرآن وذكر الله، وغير ذلك من صور التعبد باللغة العربية.
مشكلةٌ كبرى وعقبةٌ كؤودٌ في
طريق الدعاة إلى الإسلام في بلاد الاغتراب تتمثل في كون المغتربين لا يتحدثون
أكثرهم، ولا يفهمون اللغة العربية، إلاّ عدد قليل منهم، ولنفرض أن عدد المسلمين في
أي مسجدٍ يؤدون صلاة الجمعة والخطيب يتحدث العربية يُقدّر بمائتين من المسلمين فإن
نصف هذا العدد فقط هو الذي يفهم لغة التخاطب والباقون جالسون لالتماس البركات
دونما فهم أو تعلم ، وقد نتجت مشكلة التغريب عن لغة العرب في بلاد المهجر من
جرَّاءِ الاحتكاك المباشر مع اللغة الأجنبية، وإجادة التحدث بها على حساب اللغة
العربية – وهذا واقع لا يسعنا إنكاره _ فعندما يذهب المسلم إلى السوق أو البنك أو
المستشفى أو أي مكان فإنه من الطبيعي أن يتحدث بلغة البلد الذي يعيش فيه، ولا يمكن
أن يتحدث العربية؛ لأنه لن يفهمه أحد.. من هُنَا ضرب النسيان ستائره على لغة العرب
في بلاد الغربة، واستسهل الوالدان اللغة الأجنبية ليس خارج البيت فقط، وإنما داخل
بيوتهم التي يفترض أنها بيوت للعرب، ويتعلم الصغار – طوعاً أو كرهاً – لغةً
أجنبيةً عن ثقافتهم الدينية وعن جذورهم التي ينتمون إليها.. وحدثت المشكلة.
ومن خلال هذه الوصايا العجلى
أبث إليكم – إخوتي المسلمين في بلاد الاغتراب – همي وإشفاقي على مستقبل أولادنا في
هذه البلاد.. لهذا؛ أرجو أحرَّ الرجاء من الوالد والوالدة اللذين تربيا على أرضٍ
عربيةٍ وإسلاميةٍ أن يحرصا على التحدث الدائم بين أسوار البيت باللغة العربية، أما
إذا كانت الزوجة أجنبيةً هي الأخرى فقد زادت المشكلة تعقيداً.
إن الطفل مقلدٌ بفطرته،
ويقوم الوالدان بدور المؤثر الأول على وجدانه ولسانه، فإذا اهتم الوالدان باللغة
العربية وأداما الحديث بها فإن الولد سينشأ على لغة العرب بيسر وسهولة، فعن أبي
هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال { ما من مولود إلاّ
يولد على الفطرة، فأبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه، كما تنتج البهيمة
بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء }؟ ( البخاري 1359 بسند صحيح)
فكما يتحدث الوالدان؛ سيتحدث
الولد، هذه حقيقة لا تردّ.
وعلى الوالدين أيضاً أن
يدركا أن المستقبل الإيماني لأولادهما في خطر ما دامت اللغة العربية في أدراج
النسيان.
19/01/2023 12:34
19/01/2023 12:32
19/01/2023 12:31
19/01/2023 12:28
19/01/2023 12:27
19/01/2023 12:27
19/01/2023 12:26
19/01/2023 12:25
19/01/2023 12:23
19/01/2023 12:22
19/01/2023 12:21